تحسن معنويات السوق بسبب استقرار أسعار النفط وارتفاع الإنفاق الحكومي
من المتوقع أن تنخفض الإيجارات السكنية في أبوظبي بنحو 4-7 في المائة في عام 2018، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ من العام الماضي مع تحسن معنويات السوق على خلفية أسعار النفط المستقرة وزيادة الإنفاق الحكومي، وفقًا لتقرير جديد.
قالت شركة الاستشارات العقارية Cushman & Wakefield Core في آخر تحديث للسوق صدر يوم الثلاثاء: «على الرغم من تراجع الأسعار والإيجارات في جميع المجالات، إلا أن الوتيرة بدأت في التباطؤ». «مع استمرار الزخم التصاعدي في أسعار النفط وارتفاع الإنفاق الحكومي، هناك قوى إيجابية تدفع المعنويات إلى الارتفاع».
تباطأت أسواق العقارات في دبي وأبو ظبي في السنوات الأخيرة في أعقاب هبوط النفط لمدة ثلاث سنوات. انخفضت أسعار الإيجارات والمبيعات في كلتا الإمارتين بشكل مطرد، تحت ضغط العرض الجديد القادم إلى السوق، والطلب الضعيف والتخفيضات في بدلات الإسكان.
انخفض متوسط إيجارات الشقق والفلل في أبوظبي بنسبة 10 في المائة و7 في المائة على التوالي في عام 2017 مقارنة بعام 2016، في حين انخفضت أسعار مبيعات الشقق والفيلات بنسبة 10 في المائة و4 في المائة على أساس سنوي، وفقاً لتحديث السوق الصادر عن شركة أستيكو الاستشارية للربع الرابع من عام 2017. وفي جميع المجالات، من المتوقع حدوث مزيد من التراجع في الأسعار لبقية عام 2018، حسبما قال المحللون.
وقالت شركة كوشمان آند ويكفيلد كور إنه على الرغم من تباطؤ معدل انخفاض الإيجارات، إلا أن التوقعات لسوق العقارات السكنية في أبوظبي لا تزال مختلطة.
وفي سوق الإيجارات، لا تزال مناطق الفلل ضعيفة الأداء مع انخفاض متوسط الإيجارات السنوية بأكثر من 17 في المائة. وقال التقرير إن هذا يرجع إلى التحول في تفضيلات المحتل بسبب انخفاض بدلات الإسكان. وأظهرت المجتمعات السكنية مرونة نسبية بنسبة انخفاض بنسبة 7 في المائة.
وفي الوقت نفسه، من المقرر الانتهاء من أكثر من 9200 وحدة في أبوظبي في عام 2018، ولكن من المتوقع أن تقل عمليات التسليم الفعلية عن 5000 وحدة بناءً على معدلات الإنجاز المنخفضة، حسبما أشار التقرير. وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة، سيتركز ما يقرب من 60 في المائة من الإمدادات القادمة في منطقة ريم وجزيرة ياس، الأمر الذي من المتوقع أن يضيف «المزيد من الضغط الهبوطي على الإيجارات».
ومع ذلك، في جزيرة السعديات، التي من المتوقع أيضًا أن تشهد زيادة كبيرة في المعروض من الوحدات السكنية، من المرجح أن تكون الإيجارات «مرنة إلى حد ما» بسبب جاذبيتها المتزايدة كمركز للفنون والثقافة، حسب التقرير.
وقال ديفيد غودشو، الرئيس التنفيذي لشركة «كوشمان آند ويكفيلد كور»: «على الرغم من المخاوف من زيادة العرض واستمرار تراجع المعنويات الاقتصادية، لا يزال العديد من المشترين الإقليميين يثقون في آفاق [أبوظبي] على المدى الطويل».
وقال السيد غودشو إن الدافع وراء ذلك هو حقيقة أن أبو ظبي لديها احتياطيات الهيدروكربون لدعم نموها المستقبلي، في حين أن الإجراءات الحكومية نحو التنويع بدأت تؤتي ثمارها.
وأضاف: «في ظل القيود الجغرافية لجزرها الأساسية، من المتوقع أن تتوافق مستويات العرض تدريجيًا مع الطلب، مما يجعل سوق أبوظبي الناضج يوفر فرصًا استثمارية طويلة الأجل للمشتري الذكي».